يقول أحد الصالحين : خرجت ليلة من الليالي, و ظننت أن النهار قد أضاء , فاذا الصبح قد علا , و اذا أنا بصوت شاب يدعو و يبكي و هو يقول : اللهم و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك, و لكن عصيتك اذ عصيتك بجهلي, و ما أنا بنكالك ( أي عذابك ) جاهل, و لا لعقوبتك متعرض , ولا بنظرك مستخف , و لكن سولت لي نفسي , و أعانني عليها شقوتي, و غرني سترك المرخي علي, فقد عصيتك و خالفتك بجهلي, فمن عذابك من ينقذني ؟ و من أيدي زبانيتك من يخلصني ؟ و بحبل من أتصل ان أنت قطعت حبلك عني ؟ واسوأتاه اذا قيل للمخففين : جوزوا, و قيل للمثقلين : حطوا, فيا ليت شعري مع المثقلين أحط ؟ أم مع المخففين أجوز ؟ ويحي كلما طال عمري كثرت ذنوبي, ويحي كلما كبر سني كثرت خطاياي, فيا ويلي كم أتوب, و كم أعود, ولا أستحي من ربي.
مأخوذ من : كتاب دموع التائبين للمؤلف مجدي محمد الشهاوي