أحبك ,,,,,لكن ,,,,بشكل مختلف

هل ممكن ان يكون يحبني بطريقة اخرى لم يفصح عنها؟
لا لا ما يحبني ابدا!

لم احس يوم انه يحبني!

كل هذه التساؤلات والعبارات قد تنطبق على اي انسان منا تحت طائلة ومظلة دور من الادوار الاجتماعية التي يؤديها في حياته الخاصة: دوره كأب ، أم ، زوج ، زوجة ، أخ ، أخت ، أبن ، بنت..... الخ

حاتم طفل بلغ 16 ربيعا من عمره قبل اسابيع، يقول انه لم يشعر يوما بأن اباه يحبه! فهل يمكن ان يكون هذا صحيح؟

وفاء زوجة وام لاربعة اطفال، تقول انها لم تشعر يوما ان زوجها يحبها، فهل ممكن ان يكون هذا صحيح؟

زينب شابة في الـ 26 عام من عمرها، تقول انها لم تشعر يوما بان امها تحبها، فهل يمكن ان يكون هذا صحيح؟

قصة الطفل حاتم الذي اشرت له سابقا انه ولد في عائلة مكونه من ثلاثة اولاد وبنتين وكان ترتيبه الثاني بين اخوته. الاخ الاكبر لحاتم كان الولد المفضل لوالده فهو متميز في دراسته، وسيم، رياضي، اجتماعي و قيادي. بينما حاتم يعاني من بعض المشكلات الدراسية التي لم تسجل له اي افضلية داخل المدرسة او حتى بين افراد اسرته. كان حاتم اقل في مهاراته الاجتماعية وينقصه القدرة على لفت انتباه الاخرين. في المقابل فان اخو حاتم الاصغر هو الطفل المفضل لدى أمه. لم يشعر حاتم يوما بأنه محور اهتمام من والديه. فهل هذا ممكن؟

اما وفاء فقد استهلكتها الحياة الاسرية و اطفالها الاربعة لا تتوقف مطالبهم و لا مطالب والدهم. زوجها بالكاد يلتفت الى مطالبها كزوجة او احتياجاتها كشريكة عمر. لم يتفرغ الزوج يوما للبقاء مع زوجته بعيدا عن عالم اشغاله وعن علم اطفالها. سنوات عجاف ما ذكرت فيها كلمة حب ولم تتفوه شفاة الزوج بلفظة حب او شوق. اخر كلمات الحب تناثرت على خريفٍ ولد فيه طفلها الاول. انها تقول ان زوجها لا يحبها؟ فهل هذا محتمل؟

نحتاج الى ان نتعلم جميعا، وحتى لا يظن أني أمارس دور المعلم هنا فسأقول نتعلم جميعا وانا معكم، كيف نغذي المشاعر. المشاعر تجوع وقد تتضور جوعا ونحن نمن عليها بشحيح العطاء دون ان نعي هذا السلوك الذي نقوم به وتأثيره في احباب لنا من حولنا.

والد حاتم يعتقد انه اكتفى بحب ولده البكر! لكن الابناء لم يكتفوا! يعتقد والد حاتم انه يحق له ان يتجاهل حاتم لانه ليس الابن المميز ولا يدرك انه بإهمال تغذيته لمشاعر حاتم سيكون هو ايضا أبا غير مميز. لكنه يعتقد في المقابل انه أب مميز يتفانى في تأمين كل احتياجات اسرته ولم يقصر في شيء.

زوج وفاء وقع عقد زواج طويل الامد بمواصفات حب وشوق مضمون لمدة سنة واحدة فقط بعد الزواج، بعدها حياة بلا حب. زوج وفاء يعتقد انه كبر على "الحب" وكلمات الحب، وماله لا يرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع "حبه" عائشة رضي الله عنها، حب طويل الاجل.

لكن زوج وفاء يجب ان لا يهضم جانه! فهو منهمك في بناء اسرته وتنمية مقدراتها المالية، انه يؤمن افضل سبل العيش والحياة لزوجته وفاء ولاطفلهم الاربعة. لكنه نسي ان المخزونات الاستراتيجية للحياة الزوجية لا تقوم على المكون المادي والمالي وإنما تعتمد على غذاء المشاعر.

بعض الاباء والامهات والازواج والزوجات يقدمون الحب في شكل مختلف بحسب فهمهم لدورهم القائم على تأمين المال و سبل الحياة الكريمة و الآمنة. لكن من حولنا يحتاجون الى ان نحبهم و نترجم حبنا لهم ونغذي مشاعرهم قبل ان نغذي بطونهم و احتياجاتهم. ستكون جملة " الله كم أحبك" وجبة دسمة من غذاء المشاعر...فهل هذا كثير؟؟!!

نحتاج الى اعادة نظر بمن حولنا جميعا هل فيهم حاتم؟ هل فيهم وفاء؟ هل فيهم زينب؟

نعم ان بينهم مثل ألئك! وغيرهم!