شكرا استاذي الكريم على هذا الموضوع القيم و كإضافة فإنه
كثيرا ما نلاحظ بعض التلاميذ وهم منعزلون عن بقية زملائهم ,أو عدم وجود رغبة لديهم لتكوبن علاقات مع زملائهم ,أو الانخراط في أي نشاط صفي أو غير صفي معهم , بما يشعرنا بعدم تقبل هؤلاء التلاميذ لما هم فيه ,أي بمعنى آخر عدم تكيفهم مع الجو الاجتماعي الموجود في المدرسة.
والتكيف يشير إلى محاولة الفرد إحداث نوع من التواؤم والتوازن مع البيئة التي يعيش فيها وقد تعددت واختلفت الاتجاهات نحو تحديد مفهوم التكيف , ومن اهم هذه التعاريف تعريف وولمان الذي عرف التكيف بأنه" التغيرات الضرورية لمواجهة متطلبات المجتمع ومواقف العلاقات الشخصية ".
ويعرف أركوف التكيف الدراسي بأنه" قدرة الطالب على تكوين علاقات مرضية مع مدرسيه ومع زملائه في الدراسة".
العوامل التي تؤثر في التكيف الدراسي:
توجد هناك مجموعة من العوامل التي تساهم في حدوث حالة عدم تكيف الطالب دراسيا ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
الجو المدرسي:
ويتمثل هذا بالطلبة والمدرسين والمنهج وطريقة التدريس وعدد طلاب الصف ,فهذه كلها لها تأثيرها على تكيف الطالب أو عدمه في المدرسة .
فعدم مشاركة المدرسين للطالب في النشاطات اللاصفية وعدو وجود التعامل الأبوي الصادق داخل قاعات الدراسة ,وعدم الاهتمام بمشاكله ومساعدته على حلها ,وصعوبة المنهج وعدم ملائمة طريقة التدريس لقدرات الطالب ,وعدم وجود التجانس بينه وبين زملائه من التلاميذ من حييثص العمر والقدرات والتحصيل وأمكاناته بشكل صحيح كلها أمور تؤثر في عدم تكيفه السليم من الناحية الدراسية.
المشكلات الصحية والجسمية:
إن قصور إمكانيات الطالب البشرية والتي تتمثل في العاهات الجسمية كضعف السمع وعد القدرة على الرؤية الصحية , أو ضعف القدرات العقلية أو الافتقار إلى الجاذبية الاجتماعية ,كلها عوامل تساهم في عدم التكيف الدراسي السليم له داخل حجرات الدراسة.
عدم إشباع الحاجات بالطرق التي تقررها الثقافة:
من المعروف أن المجال الذي ينشأ فيه الطفل يؤثر تأثيرا بالغا في نموه من جميه النواحي ,فإذا ساعد هذا المجال على إشباع حاجات الطفل البيولوجية والنفسية أثر ذلك تأثرا بارزا في سلوكه أي في مظاهر سروره وأساليب تكيفه ,أما إذا تعددت مواقف الحرمان وزادت حدتها فإن شخصيته ستعاني من الضطراب في مظاهر سلوكه مما يجعله غير قادر على التكيف السليم لا مع زملائه ولا مع مدرسيه ولا مع المنهج الدراسي.
عدم القدرة على الإدراك والتمييز لبعض العوامل النفسية:
الإدراك هو عملية تأويل الاحساسات تأويلا يزودنا بمعلومات عما في عالمنا الخارجي من أشياء عن طريق الحواس .وهذا الإدراك يتأثر إلى حد كبير بالحالة النفسية التي عليها الفرد مثل الكبت أو الألم أو القلق ,بحيث يجعله يسقط عيوبه ومقاصده السيءة على غيره من الأفراد فيسئ تأويل سلوكهم .فالتلميذ المرتاب في نفسه الذي لا يعترف لنفسه بذلك يرى الريبة في غيره والذي يكبت العداوة للغير يرى العداوة في سلوكهم .
عدم تناسب الاتفعالات والمواقف:
يمكن تعريف الانفعال بأنه حالة نفسية ثائرة أي يضطرب لها الإنسان كله جسميا ونفسيا .أو بأنه حالة من الاهتياج العام تفصح عن نفسها في شعور الفرد وجسمه وسلوكه ولها القدرة على حفزه على النشاط . وعلى ذلك فإن درجة الانفعال تتأثر بما يواجهه الفرد من مواقف في الحياة , وهي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا ,فالانفعال المعتدل يزيد الخيال خصوبة وينشط التفكير فتتدفق المعاني والأفكار في سرعة وسلاسة ,كما تنشط الحركة ويزداد الميل إلى مواصلة العمل ,أما الانفعالات الثائرة الهائجة التي تقوم ردا على مواقف معينة بسيطة تشوه الإدراك وتعطل التفكير المنظم والقدرة على حل المشكلات ويضعف القدرة على التذكر والتعلم ويؤدي بالتالي إلى عدم قدرة الفرد على التكيف السليم مع المحيط.
المشكلات الجنسية:
هناك علاقة وثيقة بين الصحة النفسية وصحته الجنسية فسوء التوافق الجنسي كثيرا ما يكون مظهرا لسوء التوافق العام والعكس ’ وتتمثل المشاكل الجنسية للفرد بعد تزويدهوهو طفل أو مراهق عن أي معلومات عن الأمور الجنسية ,وكبح الاستطلاع الجنسي له بشدة وعنف ,وربط الأمور الجنسية بالقلق والاشمئزاز والشعور بالذنب , كما يعاقب على المحظورات الجنسية بعنف, وقد ظهر أن هذه الأفكار تشوه أفكار النشء واتجاهاتهم نحو الجنس والأمور الجنسية ,مما يؤدي إلى العجز والانحراف الجنسي أي إلى عدم التوافق الجنسي وبالتالي يتسبب في عدم التوافق العام ومنها عدم التوافق المدرسي.
دور البيئة
هناك بعض الدراسات تؤكد على دور البيئة في عدم تكيف الطالب دراسيا فطفل الريف مثلا عندما ينتقل إلى المدينة أو عندما ينتقل أهله من بلد لآخر لابد لهذا الطفل من أن يتعثر في إيجاد الجو المناسب له داخل البيئة الجديدة أو داخل المدرسة الجديدة فهو يشعر بأنه منبوذ وأنه وحيد ,وأن هناك تكتلا ضده ,وأن شيئا جديدا طرأ على حياته دون أن يكون لديه الاستعدادات الكافية لمواجهته ,وتظهر آثار عدم التكيف لدى الطالب بكرهه للمدرسة وتقصيره في الدراسة مما يؤدي إلى تخلفه في الدراسة.
دور المرشد التربوي في علاج مشكلة التكيف الدراسي:
بما أن الإرشاد التربوي هو عملية مساعدة الطلبة لتحقيق التوافق والصحة النفسية مما يدفع بهم إلى رسم صورة لحياتهم المستقبلية ووضع أهداف يمكن الوصول إليها بالطرق السليمة فإن المرشد التربوي يمكن أن يساهم بدور كبير في معالجة مشكلة عدم التكيف الدراسي للتلاميذ من خلال اتخاذه مجموعة من الاجراءات المهمة:
1)أن يقوم باللقاء بالطلبة وخصوصا المبتدئين منهم ويحاول أن يخلق لهم الجو النفسي الملائم للتكيف السليم , عن طريق تعريفهم على بعضهم وعلى مدرسيهم ,وتزويدهم بالمعلومات الازمة عن طبيعة الدراسة ومتطلبات كل مرحلة دراسية .
2)مساعدة الطلبة على مواجهة مشكلات المراهقة والتكيف السليم لها.
3)الاهتمام بالحالة الصحية للطلبة ,ومساعدة من يحتاج منهم إلى العلاج.
4)حث المعلمين على ضرورة اشراك جميع الطلبة في ممارسة الأنشطة المصاحبة للمنهج.
5)حث المدرسين كذلك إلى ضرورة تسجيل الملاحظات عن ردود فعل الوجدانية والاجتماعية للطلبة من موقف لآخر.