لا لحريـــة الكفــــــــر..!

Admin عدد المساهمات : 2778 تاريخ التسجيل : 16/06/2011

لا لحريـــة الكفــــــــر..!

ظاهرة التنصير المستفحلة في هذه السنوات الأخيرة ببلدنا مقلقة و مقلقة للغاية. فالقائمون علي هذه الحملة يتحججون بحق الإنسان في تغيير معتقده و هذا طبقا للقوانين الوضعية و خاصة منها ميثاق إعلان حقوق الإنسان للأمم المتحدة و التي صادقت عليه الجزائر. تتمثل إحدي أهم المعضلات في عصرنا الحديث في فهم متعارض للحريات الفردية. يضع ديننا ضوابط للمجموعة الإنسانية بينما يسمح الفكر الغربي بعبادة الله و الشيطان علي السواء!!

تشرع المؤسسة السياسية الغربية في أوج قوتها و غطرستها للعالم عبر دوائرها الدولية كالأمم المتحدة و صندوق النقد الدولي و المتوقع منا كدول و شعوب متخلفة مستضعفة الإنصياع، فنجاريهم إتقاءا لشرهم! هذا المنطق مغلوط. فمنظومة الفكر في عالمنا الإسلامي مناقضة تماما لتلك السائدة في الغرب. فهم من فرط تأليههم للعقل وقعوا في مآزق و أزمات أخلاقية صارت تهدد وجودهم كما يحرص علي التذكير بذلك في مداخلاته البابا بنيدكت السادس عشر.
يقع علي عاتق الشعوب و النخب الإسلامية مهمة الدفاع عن حق التميز و الإستناد الي مرجعية دينية إسلامية. فلا يوجد في عرفنا، ما لله لله و ما لقيصر لقيصر. فهذا المفهوم غريب تماما عن شرعنا و فكرنا و قيمنا. فنحن نرجع كل شيء الي خالق العباد و الكون. فإليه تعود الأمور و إليه تنتهي. و لا نستطيع إختزال الإسلام في مجموعة وصايا أخلاقية كما هو الحال في اليهودية و المسيحية مع العلم أن الغالبية العظمي من أتباع هذين الدينين لا تقيم وزنا للوصايا العشر! فالمشرعون الغربيون يتجاهلون أو لنقل يعادون التشريع الإلهي بدعوي أن جزأ كبيرا من نصوصهم الدينية من وضع الناس و هم يسقطون تحريف التوراة و الإنجيل علي قرآننا الكريم و العياذ بالله و هذا ما زعمه مؤخرا بابا الفاتيكان! فهم ينكرون علي أتباع دين طاعة تعاليم دينهم و العمل بها، فمن جهة يتبجحون بإحترام حرية المعتقد ومن جهة أخري يدوسون علي حق التعبد و العديد من الحريات الدينية. فالمادة الأولي من الدستور الأمريكي تنص علي " لن يصدر مجلس الشيوخ أي قانون يمس إعتماد أو الممارسة الحرة للدين." و لكن الغريب أن نراهم يفرضون علي المسلمين الأمريكيين الرجوع الي قوانين الأحوال الشخصية العلمانية و التي تناقض روح و حكمة التشريع الإسلامي في الصميم. فعن أي حرية يتحدثون ؟ و أي كان محتوي المادة 18 لميثاق إعلان حقوق الإنسان للأمم المتحدة، فنحن نحتكم الي الآية الكريمة من سورة : بسم الله الرحمن الرحيم (من كفر بالله بعد إيمانه إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان و لكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله و لهم عذاب عظيم. و ذلك بأنهم إستحبوا الحياة الدنيا علي الآخرة و أن الله لا يهدي القوم الكافرين) و في سورة البقرة الآية 217 تحذير آخر من الله عز و جل للمؤمنين ( و لا يزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن إستطاعوا) و لا يفهم فقط من سياق الآية القتال المتعارف عليه. بل يستعمل أهل الكتاب اليوم كل السبل و الحيل و كم هائل من المكر و الخداع لإستدراج ضعاف النفوس الي دينهم المحرف.
لا يكره الإسلام أحد علي تغيير دينه، و التعلل بالحريات الفردية كما تفعل الكنائس البروتستانية دفاعا عن نشاطها التبشيري جريمة لا يجب أن نسكت عنها. فالمطلوب من المسلم أن يجدد معرفته بدينه و ليس أن يستبدل ما هو خير بما هو أدني. و معظم حالات الإرتداد عن الدين الإسلامي التي سجلناها في الجزائر هي نتيجة جهل فاضح بما جاء به ديننا الصحيح ! فمحاولات المبشرين النصاري محاولات مستميتة نستشف منها يأسهم من مجتمعاتهم الأصلية التي تحررت من إصر الدين المسيحي و رغم ذلك فهؤلاء المبشرون في محاولاتهم لتمسيح شبابنا يصطدمون أحيانا بنماذج مؤمنة تردهم علي أعقابهم و لأسق لكم هذه المحاولة لأب كنسية أراد أن يمسح مراهقة جزائرية من العاصمة. كانت ترتاد مكتبة كنيسة فإذا بالمشرف علي المكتبة يعطيها الإنجيل و يحثها علي مطالعة الكتاب و سؤاله إذا ما إستعصي عليها فهم شيء. في البداية لم تأخذ الفتاة الأمر مأخذ جد، غير أن القس كان في كل مرة يستغل حضورها لينفث سمومه في الفتاة. لكن سلامة فطرة تلك المراهقة جعلها تطرح السؤال تلو السؤال حتي إنتهت الي سؤال خطير:- قل لي أبتي من هو روح القدس؟ فلم يجبها علي الفور ثم حاول أن يقرب لها ما يعتقده بحقيقة روح القدس فإكتشفت أن الرجل لم يكن يعرف من هو روح القدس هذا ! فسارعت للقول له : - تفسيرك غير منطقي، يبدو أنك أنت نفسك لا تعرف من هو روح القدس و ما مكانته في الثالوث !! فكيف تريدني أن أؤمن بما أنت غير قادر علي فهمه أو تفسيره !!

الأستاذة عفاف عنيبة

الشرح و اليسر