أصدر الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بيانأ ندد فيه
بالمجازر البشعة التي ترتكب بحق المسلمين في بورما، وطالب المسلمين جميعاً
بالوقوف وقفة حازمة لإنقاذ إخوانهم في بورما، وهذا نص البيان:
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ما يتعرض له المسلمون فى إقليم
أراكان المسلم فى بورما للقتل والتشريد والإضطهاد منذ فترة طويلة بالإضافة
إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم، على يد الجماعة البوذية
الدينية المتطرفة.
ومع الأسف الشديد تقف الحكومة البوذية موقف المتفرج من المذابح البشعة
التي تتصاعد يوماً تلو الآخر تجاه الأقليات المسلمة في البلاد، حيث لا يمكن
إحصاء عدد القتلى في الهجمات التي تعتبر الأشد في تاريخ إستهداف المسلمين
في بورما.
وتعيد المجازر الحالية التي يتعرض لها مسلمو "أراكان" إلى الأذهان عام
1942، عندما قام البوذيون بمذبحة كبرى ضد مسلمي "أراكان" استشهد فيها أكثر
من مائة الف مسلم، فيما سبق أن جرى تهجير نحو 1.5 مليون مسلم من أراضيهم
بين عامي 1962 و1991 إلى بنجلاديش. ولم يقف الأمر عند حدّ التصفية الجسدية
والتطهير العرقي، ولكن تجاوزه إلى الاقصاء السياسي، فعندما جرت الانتخابات،
تمّ منح 43 مقعداً للبوذيين و3 مقاعد للمسلمين، فيما لم تعترف السلطات في
بورما – التي يحكمها الجيش- بعرقية سكان أراكان المسلمة رغم المطابلات
الدولية المستمرة.
ومن أشكال التطهير العرقي أيضاً ضد مسلمي أراكان، والتي ظهرت اخيراً،
عندما أعلنت الحكومة البورمية مطلع شهر يونيو الفائت أنّها ستمنح بطاقة
المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة ممّا أغضب كثيراً من البوذيين بسبب هذا
الإعلان، لأنهم يدركون أنه سيؤثر في حجم انتشار الإسلام في المنطقة،
فخططوا لإحداث الفوضى، وهاجم البوذيون حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا
عائدين من أداء العمرة، وشارك في تلك المذبحة أكثر من 450 بوذياً، تمّ ربط
العلماء العشر من أيديهم وأرجلهم وانهال عليهم البوذيون ضرباً بالعصي حتى
استشهدوا، وبررّت السلطات هذا العمل القمعي للبوذيين "الذين قاموا بتلك
الأفعال بأنه انتقام لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذية
وقتلها".
ولم تكتف الحكومة بهذا التبرير، ولكنها قامت بتوقيف أربعة مسلمين بحجة
الإشتباه في تورّطهم في قضية الفتاة، فيما تركت نحو 450 قاتلا بدون عقاب.
وعلاوة على هذا كله، وفي إحدى صلوات الجمعة، وعقب الصلاة أحاط الجيش
بالمساجد تحسباً لخروج مظاهرات بعد الصلاة، وقام بمنع المسلمين من الخروج
دفعة واحدة، وفى تلك اللحظة وأثناء خروج المسلمين من الصلاة القى البوذيون
الحجارة عليهم واندلعت اشتباكات قوية، ففرض الجيش حظر التجول على المسلمين،
وترك البوذيين يعيثون في الارض فساداً، ويهاجمون الأحياء المسلمة بالسيوف
والعصي والسكاكين، ويحرقون المنازل ويقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن
وأمام صمت العالم.
وأمام ما يحدث وما وقع من الجرائم يؤكد الإتحاد ويرى ما يلي:
1- يندد الاتحاد بالمجازر البشعة التي ارتكبت بحق إخواننا المسلمين في
إقليم أراكان في بورما بالقتل والتشريد والتهجير والإضطهاد الذي استمر طوال
عدة عقود.
2- يطالب الاتحاد منظمة التعاون الاسلامي والحكومات الاسلامية والمسلمين
جميعاً بالوقوف مع إخوانهم المستضعفين فى بورما بقوة، وذلك بالتنديد بحكومة
بورما العنصرية وتحذيرها من العواقب الوخيمة لهذه الجرائم ضد الانسانية،
والتهديد بقطع العلاقات البدلوماسية والاقتصادية - إن وجدت - فهذا واجب
اسلامي وإنساني يسألنا الله تعالى عنهم إذا لم نقم بفعل أي شيء يمنع هذه
الجرائم فقال تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} سورة الحجرات اية 10 وشبه الرسول (صلى الله عليه وسلم) المسلمين بالجسد: (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) وأن نصرتهم واجبة فقال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) سورة الانفال اية 72.
3- يطالب الاتحاد منظمة الأمم المتحدة بالقيام بواجبها في منع هذه الجرائم
الخطيرة ضد فئة معينة على أساس الدين كما يطالب المنظمات الحقوقية
والإنسانية بالوقوف مع هذه القضية الانسانية والمطالبة بمحاكمة مرتكبي هذه
الجرائم العنصرية.
4- يطالب الإتحاد المنظمات الخيرية والاغاثية بالقيام بواجبها نحو هؤلاء
المتشددين ولاسيما أنهم يعانون بالاضافة الى الاضطهاد والتشريد من الفقر
والمجاعة، وأن الدولة المجاورة (بنغلاديش) هي الأخرى بحاجة إلى الدعم، لذلك
إننا نناشدهم الله أن يقوموا بواجبهم في الإغاثة، فالله سائلنا يوم
القيامة عنهم اذا مات منهم واحد بسبب المجاعة ولم نقم نحن بواجبنا.
[b]الدوحة في: 19 شعبان 1433هـ
الموافق:08/07/2012م.