1 - هذه القصة جرت أحداثها في الخمسينيات قبيل استقلال المملكة و خروج الإستعمار الفرنسي و الإسباني..رحم الله بطلاها و أسكنهما فسيح جناته..
داخل أسرة صغيرة, عاشت "زهراء" و هي وحيدة والديها و عندما ترعرت تقدم لخطبتها رجل كبير السن..رفضت الفتاة و صرخت لا أريد الزواج من ذاك الأصلع ..وبختها الأم و أخبرت الزوج بموافقة البنت و نصحتها بالامتثال و الخضوع و الحياء فالعار كل العار أن ترفض الفتاة الزواج للسبب المذكور..
تزوجت "زهراء" و كانت تهرب من السطح كلما سنحت لها الفرصة و تعود إلى بيت أهلها و تردد نفس الكلمة : لا أحبه انه أصلع, فيرجعها والدها إلى بيتها و يعتذر من الزوج و يطلب منه الصبر عليها لصغر سنها..و لكن الزوج ضاق ذرعا لأنه أصبح أضحوكة فأعادها إلى أهلها و رمى عليها يمين الطلاق و انصرف..
في الجهة المقابلة يعيش بطل القصة, السيد "يزيد" ..عسكري متفان في أداء واجبه الوطني ضد الإستعمار, يموت أخوه الأكبر و يخلف 3 أبناء, يرق لحالهم و يقرر الزواج من أمهم ليكفلهم و كأنهم من صلبه..
يغيب السيد "يزيد" عن البيت شهورا عديدة بسبب الحرب و كلما عاد ينبهه رجال المنطقة إلى تصرفات زوجته أثناء غيابه و يؤكدون له أنها ليست صالحة..إلا أن حرصه على أبناء أخيه يجعله صابرا محتسبا إلى أن كبروا جميعا و عندها..رمى عليها يمين الطلاق و انصرف..
هنا يكون اللقاء بين "زهراء" و "يزيد" فالحرب وضعت أوزارها و الدولة منحته مبلغا من المال فاشترى بيتا و متجرا و بدأ يبحث عن "زوجة" ليدله الناس على "زهراء"
تزوجا و عاشا سعيدين إلى أن وافته المنية ساجدا لله و هو يؤدي صلاة الفجر في المسجد..
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة
2 - القصة الثانية بطلها وافته المنية أواخر التسعينات رحمه الله تعالى و أسكنه فسيح جناته.. أما البطلة أي الزوجة المثالية, فلازالت على قيد الحياة..أطال الله عمرها و أنعم عليها بوافر نعمه..
تزوجا عن حب و تفاهم, و لكن والدة الزوج رحمها الله كانت عدوانية, تنهال ضربا على أبنائها و زوجاتهم في آن واحد..تفتعل المشاكل و هذا فقط لغيرتها منهن و لعله طبع ساد النسوة في تلك الفترة فكانت "الحماة" دائما بتلك المواصفات..
تصبر الزوجة على الأذى و تحتسب الأجر دائما, فكان الزوج راضيا و سعيدا مع زوجته ..و ذات يوم تتهم الأم الزوجة بالسرقة و تصرخ و تولول و كلما حاول الزوج حل المشكلة ترفض و تزيد تعنتا و جبروتا..فاجتمع الجيران و حاولوا التدخل و ايجاد الحلول إلا أنها لم تتوقف ..أعطاها الزوج مبلغا من المال يفوق ثمن ما اتهمت به زوجته مع علمه بكذبها فرفضت و طالبته بالتطليق فورا و لا شيئ يرضيها غير ذلك..
جن جنون الزوج فانهال ضربا على الزوجة عسى أن ترضى الأم إلى أن أدمى جسدها و مع ذلك لم تتنازل الأم فصرخ الزوج المسكين ألما و أغمي عليه و نقل إلى المستشفى
عاد الزوج إلى البيت و كان يظن أن زوجته ذهبت إلى أهلها بسبب ما فعله بها, إلا أنه وجدها قد ضمدت جراحها و اهتمت ببيتها و أبنائها و كأن شيئا لم يكن و استقبلته بسعادة لعودته سالما .
3 - و هذان الزوجان أيضا تزوجا عن حب و قناعة و عاشا سعيدين فترة طويلة من الزمن إلى أن ابتلاهما الله برفيق سوء ..
كان الزوج لطيفا حنونا تقيا صالحا ملتزما , إلا أنه تعرف على رجل فاجر لا يصلي و كان ينصحه دائما بالإلتزام و يحذره من غضب الله و لكن " لا حياة لمن تنادي" فقد استمر الصديق على غيه بل و بدأ يِؤثر على الزوج سلبا..
لاحظت الزوجة تغير الزوج في معاملتها و معاملة أبنائه, و لم تشعره بشيئ و فوضت أمرها إلى الله..
و ذات يوم جاءتها جارتها مسرعة و أخبرتها أنها لمحت الزوج واقفا مع "فلانة" ..
حزنت الزوجة و لم تبدي مشاعرها و عندما سألها الزوج إن كانت الجارة تزورها أنكرت و تعللت بأنها مشغولة و لم تزرها قبل أيام..فارتاح الزوج و استمر على ما هو عليه..
و بعد مدة جاءت والدة الزوجة و أسرت إليها أن الناس يرون الزوج عند "فلانة" و نصحتها بتعديل معاملتها و البحث عن مكامن النقص فيها حتى تسترد زوجها و لكن دون أن تشعره بما تعلمه من أمره..
صبرت الزوجة و احتسبت و لجأت إلى الله ..و في نفس الوقت أخبرت الزوج أنها متعبة و تحتاج إلى الذهاب عند والدتها لبضعة أيام.
أخذها الزوج إلى بيت أهلها و بدأت تهتم بنفسها أكثر و اشترت ثيابا جديدة و كل ما ينقصها ثم عادت إلى البيت بحلة جديدة..
عبر الزوج عن شوقه للأبناء و عن خلو البيت و معاناته من الوحده لغيابهم, و أبدى اعجابه بالزوجة و لم يعد يسهر خارجا..
و بعد أيام تفاجأ الزوج برفيقه يحاول إيصال ابنته الكبرى بالسيارة ..فجن جنونه و ثارت ثائرته و انقض عليه كالثور ..فهو أعلم بطباعه و لن يأمن على ابنته معه, فكانت تلك نهاية العلاقة بينهما..ليعود الزوج إلى سالف عده ..حنونا, مهتما بأمور بيته.
4 - هذه القصة بطلاها مازالا شابين فالبطلة "سكرتيرة" جميلة أنيقة و لكنها محجبة ملتزمة محتشمة و البطل عامل بسيط جاء من شركة أخرى لتوقيع بعض الوثائق..تعلق بها و خاف من مصارحتها و كتم الأمر في قلبه لسنوات..
كان ينتظرها على قارعة الطريق و يرضى برؤية طيفها و يحمد الله أنها بخير..فكر في خطبتها و لكنه خاف من رفضها
شاء الله أن ينتقل للعمل بنفس الشركة التي تعمل بها, فتعرف على موظف يعرف أهلها و طلب منه مساعدته , و بالفعل ذهب الموظف إلى أهلها و أثنى على الشاب..إلا أن الفتاة رفضت..لم ييأس الشاب و استمر في انتظارها على قارعة الطريق و هو يتوسل إلى الله أن يهديها و يرقق قلبها..
تعرض الشاب لحادث أثناء العمل حيث سقط من بناية شاهقة و نقل إلى المستشفى..ذاع الخبر فشعرت الفتاة بانقباض و هلع ..
و في الجهة المقابلة كان الشاب يردد اسمها و هو في العناية المركزة, و عندما زاره أهله أخبرتهم الممرضة بأنه ينادي على "فلانة" فمن تكون ؟؟
فهمت والدته ما يعانيه, فذهبت لزيارة الفتاة في بيتها و توسلت إليها أن تعيد التفكير في أمره ..
غادر الشاب المستشفى و بقيت لديه عاهة مستديمة في قدمه فكان يعرج و هذا كله جعل الفتاة ترق لحاله و توافق على الزواج
عاشا سعيدين إلى أن أصيبت الزوجة بالسرطان فتساقط شعرها و نحل جسمها و شحب لونها فبكت و هي بالمستشفى على زوال جمالها الباهر, فقام الطبيب المعالج باستدعاء الزوج و أخبره بما يدور في خاطر الزوجة و طلب منه ألا يعاملها معاملة خاصة, فلا يبين لها تعاطفا و لا دهشة و كأن شيئا لم يكن..و هكذا كان..
عادا إلى البيت فكانت الزوجة متوترة, و عندما لم تلحظ تغييرا على الزوج قررت إخباره برغبتها في الذهاب إلى أهلها إلى أن تستعيد حيويتها..
و هنا عبر لها الزوج عن رفضه لابتعادها و غيابها من جديد, و من أعظم الكلمات التي استطاع التأثير عليها بها هي عندما قال لها : " يوم أحببتك, لم أر شعرك و لا جسمك, فقد كنت محجبة مستترة..أحببت خلقك و صفاء روحك..فلا تهدمي ما بنيناه أنا و أنت ..
"هذا و أتمنى أن تنال إعجابكم لأنني نقلت وقائعها كما هي دون زيادة و لا نقصان
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك