المُعلّــــــم
يحتفل العالم
بيوم المعلم الذي يُصادِف الخامس من أكتوبر من كلِّ سنة ، تكريما واحتراما له ،
فالمعلم
قمرا يُنير للسائِرين في ظُلْمَةِ اللَّيل دَربَ السَّلامة الصّحيحِ ، إنّه المطر الذي يَغيثُ
الأرضَ
العَطْشى فَتَنْفَرِجُ عن خَصْبٍ وَفيرٍ وخَيْرٍ كثيرِ .
فالمُعلم أولاً إنسان يقضي عُمْره في تعليم
النَاشِئَة الْحَرْفَ لِيَمْحو ظلامَ أُمِّيَتِهم بنور القراءة
والكتابة
، ويُوقِظُ عُقولهم الغافلة على حُبِّ حقائق الكَوْن والخير والجمال، فهو
الذي يبني
الطباع
الحميدة.
إنَّ
المعلمَ مَوْسوعة معرفة يَردُها آلاف الناشئة يستفيدون من علومِها وفنونها وآدابها
وحكمها يَردونَها
فوجا وراء فوج ، ولا شَكَّ أنَّه قائد فَذٌ يُرَبِّي تلاميذه على حب
الوطن ليبقى
وطنه
عاليا شامخا بين الأوطان ، فيحثهم على حب الفَضيلةِ والخُلُق الحميد
ونَبْذِ الرَّذيلَةِ
والخلق
السيئ ، ويغرسُ في نُفوسِهم حُبَّ التّعاون وكراهية التفرق، ويُعَلِّمهم
أن الجميع
سواسية
لا فرق بينهم إلا بالاجتهاد ، لقد جَمَعَ المعلم كلَّ خِصالِ
الْخيْر حتَّى كادَ أنْ يكونَ رسولاً.
قال
أحمد شوقي :
قم
للمعلـم وَفِّـه التبجيلا *** كاد المعلم
أن يكون رسولا.
أَولَمْ يُرسل الله تعالى الأنبياء عليهم
صلوات الله وسلامه معلمين يُرْشِدون أقْوامَه إلى السُّبُل
الصحيحة لِينالوا
الْخير في الدنيا والآخرة ؟ بلى ، وكذلك المعلم يُنيرُ العُقول بالمعرفة ويُرشِدها
إلى
منابع الْعِلْم فمن علومه الأولى يَنْهَلُ القائد والطبيب
والعالم والمفكر والأديب والمخترع ،
ومن
مدرسته يَتَخَرَّجُ هؤلاء جميعا فَيُسْهِمونَ في بناء الوطن نحو التقدم والتطوير والازدهار .
... معلمي الذي زرع في قلبي أساس المحبة
والتَّضْحِيَة، أنت مَنْ تُساعِدُني لأبني حياتي
وأكون قادرا
على اقْتِحام المَصاعِبِ. أنت الذي تفتح أمام أبنائك آفاقا جديدة وتُنيرَ لهم
الطّريق
لمعرفة حقائق
الناس والحياة، لهذا أنت المَثَلُ والقُدْوَة ، والشّمعة التي
تَحْترق لتكون نور العلم
وشُعاع
المعرفة.