عادت الحياة المدرسية وعاد معها بعض الاضطرابات النفسعصبية المتصلة بصعوبات التعلم. بعض صعوبات التعلم متداخلة في مجموعة من الخصائص و الأعراض مما يجعل تشخيصها أمر يحتاج الى قياس سيكومتري شامل. في هذه الأيام و في خلال شهر واحد فقط قدم الى عيادتي ثلاثة حالات مشخصة مسبقاً بإضطراب التشتت و قصور الإنتباه، بينما بعد إجراء القياسات والفحوصات النفسعصبية (مقياس الرياض ديسلكسيا: د. محمد مرعي جبران)...إتضح أن الأطفال الثلاثة يشتكون من إضطراب القرآءة و الكتابة و المسمى بـ (الديسليكسيا) كما يسمى هذا الاضطراب بأسماء أخرى مثل: عسر القراءة والكتابة و عمى الحروف.
منذ ست سنوات و أنا احرص بين طلابي و زملائي و وسائل الاعلام على إظهار هذا الاضطراب الذي يعاني منه نسبة ليست بالقليلة من تلاميذ و طلاب مدارسنا بل و جامعاتنا. الجمعية البريطانية للديسليكسيا تقدر انه مالا يقل عن 4% من تلاميذ بريطانيا يعانون من هذا الاضطراب.
تعرف الديسليكسيا نفسعصبياً:
أنها إضطراب يصيب الأطفال والذين رغم حصولهم على قدر مناسب من الدراسة، إلا أنهم يسجلون فشل القدرة على القراءة، الكتابة، الحساب و بشكل لا يتوافق مع قدراتهم المقاسة بإختبارات الذكاء. المعهد القومي الامريكي للصحة يصنف الديسليكسيا كإضطراب صعوبات تعلم والذي قد يكون نتاج لتعثر عمليات الدماغ على الترميز و تحويل الصورة المشاهدة بالعين من صورة للحرف أو للرقم الى الرمز اللفظي او الرمز الكتابي المناسب. إنها ليست بسبب مشكلات بصرية، سمعية، صعوبات فكرية، إصابات دماغ أو قصور في الذكاء.
تشمل أعراض الديسليكسيا:
صفات عام
• يظهر الطفل ذكي و فصيح ولكن غير قادر على القراءة، الكتابة، أو الاملاء بشكل متوافق مع أقرانه.
• يوسم بأنه غبي، طائش، كسول لا يبذل الجهد المناسب.
• إنه أحيانا ليس سيئاً بدرجة كبيرة ولذلك يسجل إستغراب من معلميه و والديه.
• قياس الذكاء الغير متأثر بعامل القراءة والكتابة يظهر أنه يحصل على درجات عالية و جيدة جداً الى ممتازة او على الاقل ضمن المعدل الطبيعي.
• يشعرك بالتراخي و ضعف الثقة في الذات.
• يستخدم إستراتيجية التعويض عن نقاط الضعف من خلال لعب بعض الادور مثل دور "المهرج في الفصل" "البطل" "رئيس الشلة".
• يظهر مواهب في الفنون متعددة: الرسم، التصوير، التصميم والهندسة، الشعر، القيادة، الرياضة،....
• يوسم بأنه الطفل السرحان، خيال وأحلام داخل و خارج الصف المدرسي.
• صعوبة في مواصلة الانتباة والتركيز.
• يتعلم أفضل من خلال التجارب، الملاحظة، الوسائل التعليمية المساعدة.
البصر والقراءة والكتابة:
• يشتكي كثيراً من الشعور بالدوخة والغثيان والصداع و خصوصاً مع القراءة و في أوقات المدرسة. بينما تخف و تختفي هذه الاعر اض في الإجازات المدرسية.
• إرتباك و إلتباس بين أشكال الحروف و الارقام و اتجاهها و ترتيبها.
• القراءة والكتابة تظهر تكرار للحروف، إبدال، حذف أو عكس للترتيب.
• قدرة على تهجئة حروف الكلمة مع فشل في تكوين و نطق تام للكلمة.
• صعوبات في نسخ الكتابة المنظورة او الإملاء.
• مسكة القلم قد تكون بشكل غير إعتيادي. مع ضعف في المهارات المتعلقة بعضلات الكف الدقيقة.
• إستخدام كثير و متكرر للمساحة (الممحاة) و ضعف في التآزر المكتوب على السطر.
• بعض الاحيان يكون تحديد اليد المفضلة او التي يستعملها الطفل جاء في مرحلة متأخرة، وقد يكون الطفل الى الان يستخدم كلتا يديه.
• يجد صعوبة في تحديد: اليمين و الشمال، الاتجاهات، الوقت، تتبع الترتيب في التعليمات.
• صعوبة أكبر من الاعتيادية في الحساب المجرد و حاجة كبيرة للعد على الاصابع الى الان.
• الذاكرة البعيدة ممتازة: قدرة على تذكر الاحداث و المواقف القديمة و وصف الاشياء.
• ينجح في المعلومات التي تقدم في شكل صورة او مشاعر. ويفشل في المعلومات التي على شكل كلمات، أرقام، أصوات.
• طفل يوصف بالاندفاعية و السلوك المتهور.
• و هناك الكثير من الصفات التي قد تتعاقب على القارئ العزيز في التعليقات على هذا الموضوع.
رغم إنتشار هذا الاضطراب بين عدد ليس بالقليل من أبناءنا و أطفالنا إلا أنه لم يحصل على الدعم والتشخيص المناسب. كثير من الناجحين و المشاهير سجلوا إقراراهم بأنهم عانوا كثيراً دون دعم او تشخيص من إضطراب الديسليكسيا: مثل رئيس الوزراء البريطاني تشرشل، توم كرروز الممثل، أنيشتاين، و الملياردير ريتشرد برانسون.
أخواننا في الكويت لهم ومن عشرة سنوات تقريبا جهود جيدة في مكافحة إضطراب الديسليكسيا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]و نحن هنا ما زال الطفل يشخص على أنه يعاني من التشتت ونقص الأنتباه. أنصح المختصين بالاستفادة من مقياسي " مقياس الرياض ديسلكسيا" و الذي قد يساهم بدرجة كبيرة في تشخيص الاضطراب تشخيصاً فارقاً بالمقارنة مع قصور الذاكرة ،التشتت او غيرها. كما أنصح الاباء ممن شخص أطفالهم بقصور الانتباه او التشتت أن يجروا فحصا سيكومترياً للديسليكسيا