فوجئت
بابنتها تدخل عليها باكية عند عودتها من المدرسة، وعندما هدأتها وسألتها
عما حدث، أخبرتها الابنة أن المعلمة ضربتها لأنها نسيت الكراسة، غضبت
وقررت أن تذهب فى اليوم التالى إلى المدرسة لترى الأمر، لأنها ترفض أن يتم
ضرب ابنتها.
فما هى الطريقة السليمة التى على الأم أن
تسلكها فى مثل هذا الموقف؟.. إن الخلافات جزء طبيعى من أى علاقة، فما هى
الخطوات الصحيحة لإدارة الخلاف مع المعلمين، بحيث يصب ذلك فى مصلحة الطفل؟
إلى من تلجئين عند حدوث مشكلة؟
1.أولاً.. انظرى ما إذا كان يمكن لابنك أن
يحل مشكلته مع معلمه بنفسه، فهذه فرصة جيدة ليتعلم طفلك مهارات حل
الخلافات، والاعتماد على النفس.
2.إذا رأيتِ أن تدخلك ضرورى، فاطلبى موعداً من إدارة المدرسة مع المعلم.
3.إذا لم تصلى إلى حل مع المعلم، فيمكنك اللجوء إلى الأخصائى النفسى بالمدرسة، وأخيراً إلى المدير إذا لم تفلح كل الجهود السابقة.
4.يمكنك كحل أخير طلب نقل طفلك من الفصل، وذلك إذا لم تفلح كل الجهود السابقة فى حل الخلاف معه، أو إذا تكررت الخلافات كثيراً.
مهم جداً أن تتعلمى مهارات إدارة الخلافات
بداية ما هو الخلاف؟.. هو عدم اتفاق تراه
الأطراف المشتركة فيه أنه تهديد لاحتياجاتهم وأهدافهم وقيمهم، والخلافات
لا يمكن تفاديها ماماً فى أى علاقة صحية، إذا أُحسنت إدارتها، فإنها تقوى
العلاقات وتوفر فرصاً كثيرة للنمو، أما إذا تم تجاهلها أو إدارتها بشكل
خاطئ، فإنها تضعف العلاقات أو تدمرها وتعوق تحقيق الأهداف.
لهذا تذكرى دائماً أن هدفك من إدارة الخلاف
مع المعلم هو مصلحة طفلك فى المقام الأول، وذلك بحصوله على حقوقه إن كان
له حق، وتعلمه القيم الإيجابية وتحقيق نضجه النفسى.
خطوات إدارة الخلاف:
1.حددى المشكلة بوضوح: الظروف المحيطة بها،
ماذا قال أطراف الخلاف، السلوكيات التى لاحظها كل منهم، أهمية ذلك أن
الخلاف عادة ما يكون مصحوباً بسوء الفهم، مما يتسبب فى تكبير حجم الخلاف،
عند مقابلة المعلم كونى مستعدة جيداً بالتفاصيل اللازمة، لأن الحادث الذى
ترينه بارزاً قد يكون عادياً ومتكرراً فى يوم المعلم، بما يصعب عليه
تذكره، لذا فإن إتيانك بالتفاصيل يساعده على التذكر، ويعطيه الانطباع
بأنكِ مهتمة.
2.استمعى إلى المعلم جيداً: ضعى نفسك
مكانه، حاولى فهم وجهة نظره، صححى افتراضاتك الخاطئة، انتبهى إلى أن
المعلم يرى من طفلك جوانب لا ترينها أنتِ، لذا استغلى الموقف فى الحصول
على المزيد من الفهم لطفلك، انظرى إلى العلاقة بينك وبين المعلمين أنها
علاقة شراكة، هدفها جعل أبنائك أشخاصاً أسوياء.
3.عبرى عن مشاعرك تجاه ما حدث وعن وجهة
نظرك بهدوء وموضوعية، اختارى كلماتك بعناية، تجنبى اللوم والهجوم، وذلك
حتى لا تعطى انطباعاً سيئاً عنكِ وعن طفلك، باعتباره نتاجاً لتربية والديه.
4.الاعتراف بالحق فضيلة: إن كان طفلك
مخطئاً فلا تحاولى البحث عن أعذار له، وادعيه إلى الاعتذار والقيام بما
ينبغى للتعامل مع المشكلة.
5.ابحثوا معاً عن الحل: ركزوا على نقاط
الاتفاق، ابدأوا بالأمور السهلة، اقترحوا كل الحلول الممكنة، ثم تخيروا
أفضل ما يناسبكم منها، اجعلوا هدفكم الوصول إلى حل للخلاف وليس إثبات كل
شخص لصحة رأيه.
6.تخيرى معاركك: فكرى هل الأمر يستحق فعلاً الوقوف عنده، وكونى مستعدة للتسامح.
7.قيمى عملية إدارة الخلاف ومدى نجاحها فى تسوية المشكلة، كذلك قيمى أسلوبك فى العملية بإيجابياته وسلبياته.
وأخيراً أحب أن أخبرك بنصيحة مهمة جداً سمعتها من معلمة لى،
وهى «أن الإنسان يعرف فى حالتين.. غضبه الشديد وفرحه الشديد»، لهذا حتى لو
كنتِ غاضبة من المعلم، فلا تتحدثى عنه إلا بكل احترام، خاصة أمام الأبناء،
حتى لا يقلدك ابنك فى عدم احترام معلمه، مما سيترتب عليه مجموعة جديدة من
المشاكل، والأهم لتعلمى أبنائك قيمة هامة جداً، وهى احترام الجميع فى كل
الأحوال، حتى لو كان بيننا وبينهم خلاف، وهذا لا يتعارض مع سعينا إلى
التعبير عن أنفسنا والمطالبة بحقوقنا
.