انتشرت الفاحشة في قريتي.. ماذا علي أن أفعل؟

Admin عدد المساهمات : 2778 تاريخ التسجيل : 16/06/2011

انتشرت الفاحشة في قريتي.. ماذا علي أن أفعل؟

مهموم
السؤال:	السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مش عارف ابدأ منين؟ الوضع فى غاية الخطورة، أنا أعيش فى قرية من قرى مصر وصل الوضع فيها إلى مرحلة صعبة جدا حيث انتشر الزنا بشكل بشع وكثرت حالات الحمل بدون زواج بصورة مرعبة وانتشر موضوع الهروب " البنات بتهرب مع الولاد علشان يتجوزوا برة البلد" وبعد كده يرجعوا يحطوا أهلهم أمام الأمر الواقع. الواقع هنا مر جدا.. الإيمان ضاع والأخلاق بقت "أصبحت" تحت الصفر، وأنا خايف جدا ومرعوب لإنى أكيد هتسأل قدام ربنا عن الوضع ده ومش عارف هقول ايه؟ وكمان خايف على أهلي وإخواتى إنهم فى يوم يقعوا في المستنقع ده؛ لإن المجتمع كله أصبح كده. بالله عليكم أنا عاوز طريقة أتصدى بها للمشكلة دى وأواجه المجتمع ده إزاى؟ وأرجعه لدينه إزاى؟؟ وعاوز طرق عملية ياريت الموضوع ده يتعرض على أكتر من مستشار وكل يدلو بدلوه. انتظر الرد على أحر من الجمر.. للعلم أنا قمت بأكثر من محاولة إنى كلمت أئمة المساجد وكبار القرية والنتيجة صفر.
المستشار:	فريق مشاكل وحلول
تاريخ النشر:	2011-04-14
الاجابه يقول محمد جمال عرفة المستشار الاجتماعي بموقع أون إسلام: للأسف يا أخي العزيز أصبحت هذه سمة العصر الردئي الحالي ومن ذنوب وكبائر الحكام الفاسدين السابقين الذين ضيقوا على الشباب فرص العمل ومن ثم الزواج، وفتحوا الباب أمام الإنحلال الأخلاقي لمحاربة المطالبين بالاصلاح ولتنشئة جيل خاوي من التدين وفارغ وفتحوا باب الدش والفضائيات والأفلام المصرية والعربية غير الأخلاقية التي تتضمن مشاهد وقصص تحلل قصص الحب والهرب هذه وكذلك وممارسة العلاقة الزوجية خارج إطار الزواج . طبعا صعب أن تحمل وحدك عبء محاربة هذه الظواهر السلبية وليت الأمر ينتهي بالهرب والزواج في الخارج فقط ثم العودة لإبلاغ الأهل بما جرى، فهناك كوارث الزنا كما تفضلت، ومفتاح الحل هو بالطبع العمل الجماعي ورفع الوعي والتدين وهي مهمة ليست سهلة لك وحدك، وحسنا فعلت أن كلمت كبار القرية والأئمة ولكن لا يجب أن تدفعك سلبيتهم إلى الإحباط، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا وقصص الكثير من الأنبياء أخبرتنا أنهم ظلوا يدعون قومهم الفاسقين – وهم أنبياء – عشرات السنين ومع هذا فشلوا ولكن لم ييأسوا أو يتوقفوا عن الدعوة والنصح وتركوا النتيجة على الله.. تذكر قولي هذا (النتيجة على الله) فلسنا مأمورين بالنتائج ولكن بالنصح والاستمرار في العمل الصالح . أنصحك أن تجرب مرة أخري وتبدأ بجمع مجموعة من الشباب الصالح حولك وإجتذاب آخرين وتكونوا جمعية ولتسمي (الأخلاق الحميدة) لخدمة القرية عموما سواء بالنظافة أو عمل بعض الخدمات الاجتماعية وإنارة المناطق المظلمة التي تحدث فيها الفواحش، وتكوين لجان شعبية، حسب حالة القرية ويكون جزء من عملكم إنقاذ الشباب العاطل الذي تخشي وقوعه في هذه الفواحش من جهة، ومن جهة أخري جمع عصبة كبيرة في الجمعية، ثم مطالبة العمدة وكبار القرية الانضمام لكم، والأهم أن تصبر على هذا العمل ولا تتعجل النتائج في يوم أو شهر وإن شاء الله يكتب لك في ميزان حسناتك . ومن الممكن أن تضم للجمعيات فتيات مؤمنات يكون لهن دورا هاما خصوصا في هداية الفتيات الأخريات وضمهم للجمعية أو رعاية الفتيات اللاتي يتعرضن للزنا أو العوانس وإعادتهم للحياة مرة أخري والاستفادة منهن. يقول د.محمد سعدي عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر: فقد حملت هذه الرسالة الكثير من الأشياء التي يستعصى على العقل تصورها وفهمها كيف ينقلب حال قرية إلى مستنقع من زنا وينتشر أولاد الزنا كانتشار الشمس على الحقول ساعة الشروق، فإن من يقع في مثل هذه الأمور فإنه يجتهد في سترها في ريشان من الكتمان والتكتم والإخفاء، والأغرب من ذلك والأمر ـ من المرارة ـ أن يسكت كبار القرية وأهل الدين فيها عن مواجهة انتشار الفاحشة والرذيلة، حتى يصبح هذا المجتمع كله واقعا في هذا المستنقع البغيض؟! كل هذه الأمور تجعل العقل حائرا في إكمال مهمته في التفهم والتدبر، ونحن إذ أجبرنا على العقل على تصور الصورة الواردة في السؤال فإن اللازم علينا أن نبني خارطة طريق لكي نخرج هذه القرية من هذا المستنقع، والذي يقابلنا هنا أمران: الأول انتشار هذه الفاحشة في وسط الشباب، الثاني عدم هبة أهل القرية ورجالها وكبارها وعلمائها لمحاربة هذه الفاحشة. فالأمر الأول علينا أن نبشِّع هذه الفاحشة في قلوب الشباب. وقد جاء تحريم الوقوع في الزنا في القرآن بصورة بليغة جدا حيث لم يحرم الله سبحانه وتعالى الزنا فقط بل حرم الاقتراب من الزنا في قوله : ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) (سورة الإسراء:32). فالخطوات التي تؤدي إلى الزنا محرمة وقد نهينا عنها أيضا، وتحريم الأسباب هو تحريم الوقوع فيما تؤدي إليه، فالنظرة التي هي بريد الزنا محرمة قال تعالى قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور:30]، وقال في شأن ستر العورة( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم ووريشاً ولباس التقوى ذلك خير)[الأعراف:26] ولمس المرأة الأجنبية محرم فقد روى الطبراني والبيهقي عن معقل بن يسار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له " وصححه الألباني - رحمه الله- في السلسلة الصحيحة رقم (226) وفي صحيح الجامع برقم ( 5045) وقد سمى النبي النظرة المحرمة زنا وكذلك اللمس المحرم قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه أحمد والحاكم وصححه الألباني " كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة، فالعين زناها النظر، واليد زناها اللمس، والنفس تهوى وتحدث، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج". فكل جارحة قد تقع في لون من ألوان الزنا، وهي معصية من المعاصي لا تجعل مرتكبتها يوصف بوصف الزاني الحقيقي لأن مرد الأمر على الاتصال الجنسي الكامل فإن امتنع الفرج عن الوقوع في الفاحشة فقد كذب باقي الأعضاء، أما إذا وقع في الفاحشة قد صدَّق هذه الأعضاء فاستحق المرء عندئذ أن يسمى زانيا والعياذ بالله، وليعلم المرء أنه آتي ربه يوم القيامة فردا وأن هذه الجوارح التي استعملها في المعصية سوف تشهد عليه يوم القيامة، قال تعالى: يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (النور:24) وقال تعالى: حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (فصلت:20)، ومن أجل ذلك حرم الله الزنا قال تعالى: وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً [الإسراء:32]. يقول الإمام أحمد رحمه :لا أعلم بعد قتل النفس ذنبا أعظم من الزنا" . والقرآن عندما نهى الزنا وجَّه النهي للقرب من الزنا، فالمسلم مأمور بالابتعاد عن الزنا والابتعاد عن مقدماته لأن له مقدمات تؤدى إليه ( كالقبلة والنظرة واللمسة والخلوة ) ولهذا قال ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ) كما حذر الإسلام من كل المثيرات المؤدية للزنا ( كالصور الخليعة ) ( والتبرج ) ( والأفلام الجنسية ) وفي الوقت نفسه نفتح لهم باب الحلال، فما حرم الله شيئا إلا أحل لنا ما يغنينا عنه، ويعيننا على التصدي للحرام فعندما حرم الله الزنا فتح باب الزواج، والزواج الذي صار بعيد المنال عن كثير من الشباب علينا أن نيسره لهم فقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه، وكان المهر أن يعلم الرجل امرأته سوراً من القرآن الكريم، وقال لبعض أصحابه: " التمس ولو خاتماً من حديد " والحديث متفق عليه. وقد خطب أبو طلحة رضي الله عنه أم سليم وهي مسلمة، وأبو طلحة إذ ذاك لا يزال مشركاً فجعلت مهرها أن يسلم، رضي الله عنهم أجمعين. قال أحد التابعين: فما سمعت بامرأة أكرم مهراً من أم سليم. والحديث رواه النسائي عن أنس رضي الله عنه. كما جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. رواه ابن ماجه في سننه وذكره الشيخ الألباني في الصحيح، وذكره أيضا في صحيح الجامع. وعلينا أن نحارب المغالاة في تكاليف الزواج التي تؤدي إلى حمل الديون الكثيرة التي ترهق ظهور الشباب وتجعل باب الحرام مفتوحا لمن ضعف إيمانه، فمن أحب امرأة عليه أن يتقدم لنكاحها وفي الحديث: ((لم نر للمتحابين مثل النكاح)). ومن وقع في مثل هذه القاذورات فعليه أولا أن يستتر بستر الله عليه وعليه أن يخلص التوبة إلى الله تعالى وأن يقلع عن هذه الأمور المنكرة، والندم على فعلها، والعزم على عدم الرجوع إليه. مع إكثار من الحسنات والتقرب إلى الله لعل الله يتجاوز عما كان، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني عالجت امرأة من أقصى المدينة فأصبت منها، دون أن أمسها، فأنا هذا، فأقم علي ما شئت، فقال عمر: سترك الله لو سترت نفسك، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا، فانطلق الرجل، فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً، فدعاه، فتلا عليه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين). فقال له رجل من القوم: يا رسول الله أله خاصة، أم للناس عامة فقال للناس عامة. رواه مسلم وأبو داود والترمذي. ومن ناحية أخرى قال صلى الله عليه وسلم "واتبع السيئة الحسنة تمحها"رواه أحمد ، والترمذي ، والدرامي من حديث أبي ذر. وتصديق هذا من كلام الله قوله سبحانه وتعالى: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) وقد قال تعالى: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ( وقال أيضا: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الأمر الثاني: على أهل هذه القرية عامة وعلى كبارها وعلمائها خاصة أن ينشطوا لمحاربة هذه الفاحشة بالحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن على هدى وبصيرة. فهذا واجب كل مسلم أن ينصر الحق وأن يحارب الباطل وأن يدعو إلى الله عزوجل وأن يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108]. والعمل الجماعي هو خير طريق للقضاء على هذه الفاحشة المتفشية في مجتمعك، وهو طريق شاق سار عليه الأنبياء والصديقون وهو طريق يتطلب ممن يسير عليه الصبر وعدم اليأس. أما عن أهلك وخوفك عليهم من الوقوع في هذا المستنقع فهذا لن يكون ما دمت عليهم ناصحا مشفقا واعظا رقيبا حريصا عليهم وقد قال الشاعر قديما مبينا طبيعة الذئاب في الصيد فقال تَعدو الذِئابُ عَلى من لا كِلابَ لَهُ وَتَتَقي مَربَضَ المُستأسدِ الحامِيِ فالذئاب تعدو على القطيع الذي بلا راع يحميها وتتقي بطبيعة الحال المكان الذي يحميه الأسد فالذئاب لا تغير على من تحميه الأسود. وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهيأ لنا من أمرنا رشدا وأن يحقق فينا ما طلبه منا في قوله تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران/104] والله أعلم

» ماذا تعرف عن شهر محرم؟
» ماذا تاكل ايام الامتحانات؟؟
» ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟