الطفل دون السادسة يكشف الأسرار

من بين ما اكتسبته خلال عملي كمربية أطفال بالمؤسسات التعليمية, هو رغبة الطفل في اخبار المعلمة بكل ما يدور داخل الأسرة.
فكثيرا ما يبدأ الأطفال في سرد الوقائع خصوصا في الفترة الصباحية, و كأنهم يريدون اطلاعي على الأشياء الغائبة عني.فكنت أسكتهم تارة و أتركهم يسترسلون تارة أخرى و ذلك حسب أهمية الموضوع و خطورته و بعد ذلك أحذر الأم و أوصيها بالانتباه.
و هذه احدى أطرف الأسرار التي اضررت للانصات اليها...
كان لدي في الفصل طفل خجول عمره أربع سنوات, منذ أول يوم وهو يرفض أن أناديه باسمه " محمد أمين" وعندما أسأله عن الاسم الذي يحب أن أناديه به يصمت.
سألت الأم ان كانت تناديه باسم آخر فنفت ذلك, فطلبت منها أن نوحد الجهود معا حتى نتمكن من حل اللغز...
و بعد محاولات كثيرة تمكنت من معرفة الاسم الذي يحب أن أناديه به " أفندي الشجاع" استغربت كثيرا... فهذا الاسم مصري اللهجة و غير متداول في البلد. ومما زاد الأمر تعقيدا, هو ألا أحد يناديه به في البيت لا الوالدين و لا الاخوة ولاالأخوات ثم انه لا يتابع المسلسلات أضف الى ذلك عدم وجود أي شخصية كارتونية تحمل اسم " أفندي الشجاع".
و بعد يوم كامل من الأخذ و الرد مع الطفل فككت اللغز أخيرا.
فماذا تتوقعون ؟

اسم الأب" حسن" و كانت زوجته تناديه كل صباح قائلة : " قم يا أفندي الشجاع, حان الوقت"
و لأن الأم لا توقظ الطفل بنفس الطريقة تأزمت نفسيته, ولكن الحمد لله أخبرتها و استدركت الأمر قبل فوات الأوان

نعم يا أخي كلامك صحيح ولهذا أصريت على المسؤولين بالمؤسسة لكي يمنحوني أطفال التمهيدي فكنت أول حضن يجدونه بعد حضن الأم.
كففت دموعهم و جعلتهم يتعلقون بي...حتى أنهم كانوا يبكون يومي السبت و الأحد شوقا للمدرسة.
أتعلم أخي, و الله تذكرتهم واشتقت اليهم...كنت قد وعدتهم باللقاء بعد العطلة فأخلفت وعدي عندما أصبت بالسكري.
أخبرتني زميلتي أنهم سألوا عني مرارا و لما أخبرتهم بأنني لن أعود تأثروا كثيرا و كانوا يبكون كلما تذكروني.

شكرا على الاضا فة