السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحببت اليوم أن أسرد عليكم حكايتي مع الطفلة" روعة"...
كنت متدربة باحدى المؤسسات التعليمية, و أول ما أثار انتباهي داخل الفصل هو هذه الروعة...
واثقة من نفسها لدرجة أنها طلبت من معلمتها أن تسمح لها بتقبيلها و لما انحنت المعلمة و ضمتها الى صدرها في حنان, قبلتها الطفلة ثم قالت لها : معلمتي ...رغم أنني قبلتك الا أنني لا أحبك
التفتت الي المعلمة و قالت : أتعلمين ؟ صراحتها تجعلني فخورة بتواجدها في فصلي
أذكر أيضا أن المعلمة طلبت من التلاميذ رسم آبائهم و أمهاتهم داخل اطار على شكل مربع طبع على ورقة بيضاء, انهمك الأطفال في الرسم و انهمكت روعة...و بعد دقائق بدأت الأخيرة تبكي بصوت عال,أسرعنا اليها معا فسألتها المعلمة : مابك يا روعة ؟ أجابت : لقد رسمت بابا و لكن لم يتبقى مكان لأرسم ماما...فهي طوييييييلة و سمييييييينة ولديها شعر طويييييييييل
الطفلة روعة لشدة ثقتها بنفسها, تنزع أغراض زميلاتها نزعا و اذا وبختها المعلمة تطلق صرخة مدوية تجعل مديرة المؤسسة تجري دون توقف ظنا منها أن طفلا وقع من الدرج
الوضع لم يعجبني فبدأت أفكر في حل سريع قبل أن يتم نقلي الى الفصل المجاور, وأخيرا اهتديت الى فكرة
جمعت الأطفال و بدأت أسرد عليهم حكاية" باربي و الشريرة" طبعا كلها من نسج خيالي, صورت فيها الشريرة بأبشع صورة فهي تلك القبيحة التي تضايق الأطفال و تأخذ أغراضهم و تضربهم و...و...
انتبهت الى روعة فوجدتها قد شخصت ببصري نحوي و لاتتحرك كالعادة و قبل أن أصرف بصري عنها صرخت في وجهي : أكملييييييي
استطردت قائلة : الشريرة كان ينبعث من عينيها ضوء أحمر
ثم التفت مرة أخرى الى روعة فوجدتها تفتح عينيها و تغلقهما بحثا عن الضوء الأحمر...وقبل أن تصرخ في وجهي توجهت الى الاطفال بالسؤال : من الأفضل " باربي" أم " الشريرة"؟ وطبعا رددوا جميعا "بااااااااربييييي". ماعدا "روعة" التي لم أتفاجأ من ردها : أنا أريد أن أكون قوية مثل الشريرة
فأجبتها : و من قال أن الشريرة قوية, لقد تغلبت عليها " باربي" بمساعدة الأطفال الذين يحبونها كثيرا فهي تساعدهم و تلاعبهم و عيونها جميلة جدا لا يخافون النظر اليها.
و الله و الله ما شعرت الا و"روعة" تحاول الجلوس الى جانبي فقلت لها: أما زلت تحبين الشريرة ؟ فأجابت ببراءتها : لا أنا " الأميرة روعة
في الصباح جاءت " روعة" الى الفصل مرتدية "روب" جميل و قالت للأطفال بثقتها المعهودة : رحبوا بالأميرة "روعة"