أسئلة وأجوبة حول الفحص الطبي قبل الزواجس : ما هي أهمية الفحص قبل الزواج ؟
ج
: تكمن فائدة الفحص قبل الزواج في عدة نقاط : 1 - أن المقدمين على الزواج
يكونون على علم بالأمراض الوراثية المحتملة للذرية إن وجدت فتتسع الخيارات
في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج. 2 - تقديم النصح للمقبلين على الزواج
إذا ما تبين وجود ما يستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص السريري
واختلاف زمر الدم. 3 - أن مرض (التلاسيميا) هو المرض الذي ينتشر بشكل واسع
وواضح في حوض البحر المتوسط وهو المرض الذي توجد وسائل للوقاية من حدوثه
قبل الزواج.4 – المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض، فقد يكون أحدهما
مصاباً بمرض يعد معدياً فينقل العدوى إلى زوجه السليم. 5 – إن عقد الزواج
عقد عظيم يبنى على أساس الدوام والاستمرار، فإذا تبين بعد الزواج أن أحد
الزوجين مصاب بمرض فإن هذا قد يكون سبباً في إنهاء الحياة الزوجية لعدم
قبول الطرف الآخر به. 6 – بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الزوجين الخاطبين
من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم، ويتبن مدى مقدرة الزوج
على المعاشرة الزوجية. 7 – بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض
المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معاقين والذين يسببون متاعب
لأسرهم ومجتمعاتهم .
أما
السلبيات المتوقعة من الفحص تكمن في: 1– إيهام الناس أن إجراء الفحص
سيقيهم من الأمراض الوراثية، وهذا غير صحيح؛ لأن الفحص لا يبحث في الغالب
سوى عن مرضين أو ثلاثة منتشرة في مجتمع معين. 2 – إيهام الناس أن زواج
الأقارب هو السبب المباشر لهذه الأمراض المنتشرة في مجتمعاتنا، وهو غير
صحيح إطلاقاً. 3 – قد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها، لا سيما
المرأة فقد يعزف عنها الخطاب إذا علموا أن زواجها لم يتم بغض النظر عن نوع
المرض وينشأ عن ذلك المشاكل. 4 – يجعل هذا الفحص حياة بعض الناس قلقة
مكتئبة ويائسة إذا ما تم إعلام الشخص بأنه سيصاب هو أو ذريته بمرض عضال لا
شفاء له من الناحية الطبية. 5 – التكلفة المادية التي يتعذر على البعض
الالتزام بها وفي حال إلزام الحكومات بجعل الفحوص شرطاً للزواج ستزداد
المشاكل حدة، وإخراج شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر غاية
في السهولة، فيصبح مجرد روتين يعطى مقابل مبلغ من المال .
س
: يقال إن أغلب الأمراض التي تنشأ هي نتيجة الزواج من الأقارب فقط، فهل
هذا صحيح؟وإن كان صحيحا فهل يمكن قصر الفحص على الأزواج من الأقارب؟
ج
: يلعب زواج الأقارب دورا كبيرا في الإصابة بالأمراض الوراثية الناتجة عن
الوراثة المتنحية كفقر الدم المنجلي وأنيميا البحر المتوسط، ولكن هذا لا
يعني أن عدم الزواج من إحدى الأقارب يضمن أن تكون الذرية سليمة من أي مرض و
راثي ولا حتى من الأمراض الوراثية المتنحية.و لذلك من المهم القيام
بتحاليل لكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض بغض النظر عن صلة القرابة بين
الخطيبين.لذلك ففحوصات ما قبل الزواج هي مهمة للأقارب وغير الأقارب. وتكون
أكثر أهمية للأقارب إذا كان هناك أمراض وراثية.
س : هل زواج الأقارب بعد التأكد من إن الخطيبين لا يحملان أي مرض ممكن ؟
ج
: إن احتمال الإصابة بالأمراض الخلقية عند المتزوجين من أقاربهم أعلى
مقارنة بالمتزوجين من غير أقاربهم. وتزداد نسبة هذا الأمراض كلما زادت درجة
القرابة. فوراثياً لدى كل إنسان بغض النظر عن عمره أو حالته الصحية حوالي
65-10جينات معطوبة (بها طفرة). وهذه الجينات المعطوبة لا تسبب مرض لمن
يحملها لان الإنسان دائما لدية نسخة أخرى سليمة من الجين. وعند زواج طرفين
لديهما نفس الجين المعطوب فان أطفالهم قد يحصلون على جرعة مزدوجة من هذا
الجين المعطوب(أي أن الأب يعطي جين معطوب والأم أيضا تعطي نفس الجين
المعطوب) وهنا تحدث مشكلة صحية على حسب نوع الجين المعطوب. وفي العادة
تختلف أنواع الجينات المعطوبة بين شخص وأخر ويندر أن يلتقي شخصان لديهما
نفس الجين المعطوب.ولكن نوع الجينات المعطوبة عادة تتشابه في الأقارب.فهناك
احتمال كبير أن يكون أبناء العم و العمة و الخال و الخالة لديهم نفس
الجينات المعطوبة، و لو تزوج أحدهم من الأخر فهناك خطر على ذريته.
س : هل سلامه التحاليل تعني أن الشخص خالي تماما من الأمراض الوراثية؟
ج
: الأمراض الوراثية كثيرة جدا ويصعب الفحص عنها كلها.كما أن الكثير من هذه
الأمراض يصعب الكشف عنها نظرا لعدم و جود تحليل لها أو أن التحليل لا
يستطيع اكتشاف الشخص الحامل للمرض بشكل دقيق .كما أن الكثير من هذه الأمراض
ناتج عن خلل في الجينات والكثير من الجينات-والتي تتراوح حوالي 30 ألف
جين- غير معروفة ولم يتم اكتشافها ولذلك لا يوجد لها تحاليل. لذلك على
الذين يتقدمون للفحص الطبي قبل الزواج معرفة أن الطب لا يستطيع الكشف عن
جميع الأمراض. وينبغي على المتقدم التحري عن كل طفل أو بالغ في العائلة و
لدية مرض يشتبه أن يكون خلقي أو وراثي.
لذلك
فان التاريخ المرضي لكل عائلة هو التي ينبه الطبيب عن وجود مرض ما ، وإذا
عرف هذا المرض فان على الطبيب التحقق من احتمالية انتقاله لهذه الأسرة
الجديدة.
س : لماذا على كل خاطب ومخطوبته القيام بفحص طبي قبل الزواج؟
ج
: إن الكثير من الإمراض الوراثية لا يوجد لها علاج أو يصعب علاجها وذات
تكلفة عالية و قد يترتب على إجراءات العلاج سواء بتناول الدواء طوال الحياة
أو التغذية الخاصة أو نقل الدم بصفة منتظمة أو زرع الأعضاء أضف الى ذلك
النفقات الطبية والعلاجية .
إذن
الفحص قبل الزواج يشكل وسيلة ملائمة لمكافحة الأمراض الوراثية ووسيلة
للوقاية وبأقل تكلفة مقارنة بالفوائد الكبيرة التي تتحقق إذا ما تم حماية
المجتمع من الأمراض الوراثية والتي يكلف علاجها مبالغ طائلة.
س : متى يجرى الفحص ؟
ج : بالنسبة للفحص الوراثي كلما كان وقت الفحص مبكرا كان ذلك أفضل حتى يستطيع الطرفين اخذ قرار حاسم بشأن استمرارهما من عدمه .
س : ما هي الأمراض التي تؤثر على الزواج؟
ج
: طبعا هذا السؤال يقودنا إلى جميع الأمراض التي من الممكن أن تؤثر على
الزواج وعلى قدرة أحد الزوجين في القيام بدورة بشكل المطلوب. وهذه الأمراض
أمراض نفسية اجتماعية وأمراض عضوية. وعلى سبيل المثال الشخص الذي لدية
إصابة في العمود الفقري وهو مقعد قد لا يستطيع أن يؤدي حقوقه الزوجية
بالشكل المطلوب بدون مساعدة طبية متخصصة.كذلك الأشخاص المصابون بأمراض في
الأعضاء التناسلية أو أي مرض عضوي أو نفسي آخر. ولذلك فحديث الرسول صلى
الله علية وسلم القائل تخيروا لنطفكم من الناحية الطبية يشمل جميع الأمور
الوراثية و غير الوراثية العضوية وغير العضوية. ولكن ما يهمنا في هذا
الحديث هي الأمراض الوراثية التي يمكن تجنبها بإذن الله.
س : كثير من الناس يعتقد أن ظهور شيء في الفحوصات التي تجرى قبل الزواج يعني البحث عن زوج أو زوجة أخرى، كيف توضح هذه الصورة؟
ج
: لا شك انه قد تظهر نتائج غير مرغوبة في هذه الفحوصات. وهذا أمر عصيب ليس
فقط على الطرفين و أهلهم، بل يصل إلى الطبيب الذي عليه أن يوصل تلك
المعلومات بشكل الصحيح . وهنا نود أن أوضح أمرا في غاية الأهمية وقد يساء
فهمة. فالفحوصات التي سوف تجري للكشف عن لأمراض الوراثية (وهنا لا أتحدث عن
الأمراض المعدية) ، وهي للكشف إذا ما كان الشخص حامل للمرض أم لا. والشخص
الحامل للمرض ليس شخص مريضا، بل هو شخص سليم ولكنه يحمل صفات و راثية يمكن
أن ينقلها لذريته إذا حدث و كانت زوجته أو كان زوجها أيضا حاملا لنفس
المرض. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى ليس هناك بإذن الله مشكلة لو كان أحد
الطرفين حامل للمرض والطرف الأخر ليس حامل. المشكلة فقط تحدث إذا كان
الطرفان كلاهما حاملين للمرض.
في
هذه الحالة يتم إبلاغهما بشكل سري عن نتيجة التحليل ويشرح لهما الطبيب
المختص الاحتمالات التي يمكن أن تحدث لذريتهما لو تزوجا. وهنا ننبه أن
الطبيب لا يتدخل في القرار النهائي فالرجل والمرأة لهما الحرية المطلقة في
اتخاذ القرار المناسب لهما.و ما عليهما إلا أن يستخيرا في قرار الزواج . و
لو حدث و تزوجا مع علمهما انه من المكن أن يرزقا بأطفال مصابين بمرض وراثي
فان معرفتهما بهذا الاحتمال بإذن الله سوف يقوي من ترابطهما، هذا لو قارناه
بمن لم يعلم وفجأة يجد نفسه أمام معلومات وراثية خطيرة لم يعلمها من قبل ،
قد تعصف بأسرته وتشرد أطفاله المصابين بالمرض. هذا إذا قلنا أنهما سوف
يتزوجان أما لو قررا أن لا يتزوجا فبإمكانهما البحث عن زوج أخر وعسى أن
تكرهوا شيء وهو خير لكم.
س : هل من الممكن تدارك المشاكل التي قد تكون في الجينات وإصلاحها قبل الزواج؟
ج
: للأسف لا يمكن إصلاحها في الأشخاص الحاملين للمرض كان ذلك قبل الزواج أو
بعد الزواج.ولكن قد يكون السؤال الأهم كيف تجنب حدوث المرض الوراثي لو كان
كلا الزوجان حاملين للمرض؟من الصعب التعميم في هذه المسألة و لكن لو
تحدثنا عن أمراض الدم الوراثية فأنه للأسف لا يمكن إصلاح الأمر وإن كان هذا
لا ينطبق على جميع الأمراض الوراثية. ولكن هناك أمور يمكن القيام بها بعد
اخذ رأي الشرع فيها وهي عملية الكشف على الأجنة خلال الحمل و معرفة إذا ما
كانت مصابة أم لا و إذا علم أنها مصابة فتسقط.ويمكن القيام بهذه التحاليل و
الوصول للنتيجة في خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل. أما إذا لم يقر
الشرع هذا الأمر فان الحل هو إجراء فحص للبويضة الملقحة (و ذلك عن طريق
زراعة الأنابيب) ومعرفة إذا ما كانت البويضة الملقحة سليمة أم مصابة، وإذا
كانت سليمة فتغرس في الرحم وإذا كانت مصابة يتخلص منها. هذه الطريقة قد
تكون هي الأقرب لمجتمعنا الإسلامي ولكنها تحتاج إلى مبالغ باهظة ومختبرات
خاصة.
يتبع